زلزال سوريابين الحقيقة والخيال
لأنه يستحيل التنبؤ بالزلازل لا يمكن التهديد بها.
كلام الرئيس السوري بشار الاسد الى الصحيفة البريطانية والمحطة التلفزيونية الروسية هو بحد ذاته زلزال. لم يكن بالإمكان التنبؤ به، كما لم يعد بالإمكان اعتباره تهديداً.. حتى في لبنان، الحلقة الاضعف من السلسلة المحيطة بسوريا، والخاصرة التي طالما كان ارتخاؤها عاراً قومياً لم تنجح المقاومات اللبنانية المتعاقبة في إزالته برغم أنها قدمت الغالي والنفيس من اجل ان تكسب احترام الامة وتقديرها.
ما يهم في كلام الاسد انه يحكي عن سوريا غير موجودة الا بالأحلام. لعلها كانت موجودة بالفعل في فترة السبعينيات، لكنها سرعان ما اختفت، وحلت محلها دولة تستفيد من جنون جوارها وتستثمر ذاك الجنون الفلسطيني واللبناني والعراقي والأردني وأحياناً التركي، وأخيراً الايراني. كانت بمثابة قاعة ترانزيت لجميع الذين كانوا يودون تصدير ثوراتهم الى الخارج، ثم اكتشفوا ان حركة التجارة العالمية لم تعد تخضع للمعايير الثورية.
الأوراق التي جمعتها سوريا طوال العقود الاربعة الماضية، تسقط الآن واحدة تلو الأخرى. لم يعد بإمكان دمشق أن تعتمد على اي من حلفائها الاقوياء الذين كانوا، وما زال بعضهم مستعداً لافتدائها بنفسه. لكل منهم ازمته الخاصة، التي تشغله لعقود، وتمنعه من ان يضحّي. لبعضهم طموحه الخاص في أن يستعيد دوراً سابقاً في الجغرافيا السورية التي كانت مسيّجة بإحكام، فصارت حدودها مفتوحة على التهريب في الاتجاه المعاكس لما كان سائداً منذ مطلع السبعينيات وحتى اليوم.
سوريا صدع مهم في الشرق الاوسط: التوصيف دقيق، لكنه غير مقصود على الأرجح. هي تقع في منطقة زلازل مدمرة. لكن الهزة الارضية التي تضربها هذه الايام ليست وليدة الطبيعة، او الجغرافيا – السياسية. ثمة نهاية لا بد منها لحقبة من الحكم قامت على ادعاء الحكمة والحنكة في مواجهة جوار معتوه، يسترد اليوم تدريجياً طريقه من دون الحاجة الى المرور في دمشق. ثمة عالم متغير تسامح مع فكرة تدمير وعزل بلدان أهم بما لا يقاس من سوريا. لم يكن النفط حامياً ولا كان التعدد الطائفي رادعاً.. ولا كانت إسرائيل حافظاً للعهد.
سوريا صدع مهم في الشرق الاوسط، هي بذاتها، من دون النظر خارج حدودها الطبيعية. مصدره أوجاع الداخل أكثر من آلام المحيط. هذا ما يمكن ان يقرأ بصعوبة بين سطور كلام الاسد نفسه، ومن عبارته المدوية عن الصراع المستمر منذ الخمسينيات وحتى اليوم مع الاخوان المسلمين. لكنه ينسحب فوراً الى التحذير من التدخل الخارجي، الذي يعترف الاسد ايضاً بأنه لم يبدأ بعد، وسيكون حسب تقديره على الطريقة الليبية. وهو ما زال في مرحلة تهريب المال والسلاح.
لكن ذروة السوء في التحليل هي في القول إن افغانستان جديدة ستولد من رحم التدخل الغربي، الذي لا يزال في مرحلته الافتراضية، ولا يزال يمكن تفاديه.. ولا يزال حتى الآن على الأقل يصعب العثور على نماذج سورية تستوحي الامثلة الموجودة في كابول وقندهار، والتي لا يمكن ان تخطر في بالها فكرة التقسيم.
لأنه يستحيل التنبؤ بالزلازل لا يمكن التهديد بها.
كلام الرئيس السوري بشار الاسد الى الصحيفة البريطانية والمحطة التلفزيونية الروسية هو بحد ذاته زلزال. لم يكن بالإمكان التنبؤ به، كما لم يعد بالإمكان اعتباره تهديداً.. حتى في لبنان، الحلقة الاضعف من السلسلة المحيطة بسوريا، والخاصرة التي طالما كان ارتخاؤها عاراً قومياً لم تنجح المقاومات اللبنانية المتعاقبة في إزالته برغم أنها قدمت الغالي والنفيس من اجل ان تكسب احترام الامة وتقديرها.
ما يهم في كلام الاسد انه يحكي عن سوريا غير موجودة الا بالأحلام. لعلها كانت موجودة بالفعل في فترة السبعينيات، لكنها سرعان ما اختفت، وحلت محلها دولة تستفيد من جنون جوارها وتستثمر ذاك الجنون الفلسطيني واللبناني والعراقي والأردني وأحياناً التركي، وأخيراً الايراني. كانت بمثابة قاعة ترانزيت لجميع الذين كانوا يودون تصدير ثوراتهم الى الخارج، ثم اكتشفوا ان حركة التجارة العالمية لم تعد تخضع للمعايير الثورية.
الأوراق التي جمعتها سوريا طوال العقود الاربعة الماضية، تسقط الآن واحدة تلو الأخرى. لم يعد بإمكان دمشق أن تعتمد على اي من حلفائها الاقوياء الذين كانوا، وما زال بعضهم مستعداً لافتدائها بنفسه. لكل منهم ازمته الخاصة، التي تشغله لعقود، وتمنعه من ان يضحّي. لبعضهم طموحه الخاص في أن يستعيد دوراً سابقاً في الجغرافيا السورية التي كانت مسيّجة بإحكام، فصارت حدودها مفتوحة على التهريب في الاتجاه المعاكس لما كان سائداً منذ مطلع السبعينيات وحتى اليوم.
سوريا صدع مهم في الشرق الاوسط: التوصيف دقيق، لكنه غير مقصود على الأرجح. هي تقع في منطقة زلازل مدمرة. لكن الهزة الارضية التي تضربها هذه الايام ليست وليدة الطبيعة، او الجغرافيا – السياسية. ثمة نهاية لا بد منها لحقبة من الحكم قامت على ادعاء الحكمة والحنكة في مواجهة جوار معتوه، يسترد اليوم تدريجياً طريقه من دون الحاجة الى المرور في دمشق. ثمة عالم متغير تسامح مع فكرة تدمير وعزل بلدان أهم بما لا يقاس من سوريا. لم يكن النفط حامياً ولا كان التعدد الطائفي رادعاً.. ولا كانت إسرائيل حافظاً للعهد.
سوريا صدع مهم في الشرق الاوسط، هي بذاتها، من دون النظر خارج حدودها الطبيعية. مصدره أوجاع الداخل أكثر من آلام المحيط. هذا ما يمكن ان يقرأ بصعوبة بين سطور كلام الاسد نفسه، ومن عبارته المدوية عن الصراع المستمر منذ الخمسينيات وحتى اليوم مع الاخوان المسلمين. لكنه ينسحب فوراً الى التحذير من التدخل الخارجي، الذي يعترف الاسد ايضاً بأنه لم يبدأ بعد، وسيكون حسب تقديره على الطريقة الليبية. وهو ما زال في مرحلة تهريب المال والسلاح.
لكن ذروة السوء في التحليل هي في القول إن افغانستان جديدة ستولد من رحم التدخل الغربي، الذي لا يزال في مرحلته الافتراضية، ولا يزال يمكن تفاديه.. ولا يزال حتى الآن على الأقل يصعب العثور على نماذج سورية تستوحي الامثلة الموجودة في كابول وقندهار، والتي لا يمكن ان تخطر في بالها فكرة التقسيم.
عدل سابقا من قبل رامان في الأربعاء 2 نوفمبر - 0:45 عدل 1 مرات