طالت عهود الدجى واستحكم السفل
ولم يعد في بقايا أمتي رجل
ضلت عقول وزاغت أعين وهوت
كرامة ضيقت في وجهها السبل
لله در بني قحطان لو ظلموا
ضروا وما أدركوا الآمال لو عدلوا
الطبل يجمعهم والسوط ينثرهم
لا الدين يردعهم يوما ولا المثل
تراجعوا ونبت أسياف قوتهم
وكان يهوي على أقدامهم زحل
ما كنت أعلم قبل اليوم أن يدي
مغلولة ولساني قيده الوجل
ظلم وربك لم تسمع به أذن
من قبل أو أبصرت أمثاله مقل
من أرض مؤتمر نسعى لمؤتمر
يحدو بنا نحوه التزييف والدجل
قالوا: السلام فقلنا السلم
ما نطقت به السيوف وما فاهت به الأسل
تبكي التواقيع أشباه الرجال
وفي مدادها الخزي والاذلال يشتمل
هذي القرارات أوراق مكدسة
وفوقها يجثم الليكود والعمل
صاحت بهم مصر والتطبيع يخنقها
ما هكذا يا رجالي تورد الابل
حكامنا أتخموا من لحمنا شبعا
ومن دمانا ومن أوجاعنا ثملوا
هذي سياستهم من صنع غيرهم
لا ناقة لهم فيها ولا جمل
هم يسلبون شعوب الشرق
عزتها ويدعون أن الخير ما فعلوا
هم يجهلون ولا يخفون جهلهم
كأنهم فخروا بالجهل اذ جهلوا
الأمر والنهي كالتنزيل عندهم
والشعب من ذله يصغي ويمتثل
ما قام من بيننا حر يعارضهم
الا وعاجله من رأيه الأجل
حرية الرأي حلم لا وجود له
وما نراه من التنفيس مفتعل
أسمائهم كضجيج الطبل
مزعجة وكلهم برداء الذل مشتمل
ليست نياشينهم عزا ومنفعة
وانما هي احصاء لمن قتلوا
وكلما انفجر التاريخ في دمنا
قاموا على منبر الارهاب وارتجلوا
سيف وكأس وكرسي وغانية
فوق الرؤوس وسجان ومعتقل
يا عرب أين خيول النصر زاحفة
وأين من نعمت في عدلهم دول
الشرق والغرب يقتاتان من
دمنا ونحن ننزف والحكام تحتفل
فلا تلوموا على اذلالنا أحدا
منا الهوان وفينا الضعف والخلل
ان كان حكامنا أعداءنا فعلى
من يا ترى في جحيم الخطب نتكل
من أين يأتيك سيل الصمت
يا وطني وأي أشواك هذا العصر تنتعل
قبل التنازل أنصاف الحلول
أتت والآن لا حل في كفيك يكتمل
صلوا عليك بمؤتمر القمة ياوطني
وكفنوا الحلم في كفيك وارتحلوا



علي فريد