وأعلم أنني أدركت النهاية

حينما أيقظني هذا الصباح شبح سقيم

أطل بقرنيه السوداوين

وشد حبالا من السماء

وأسقطها على الأرض

فانفرط العقد الماسي

وتزحلقت الأقدام على الأرض الزلقة

كانت كل الوجوه عابسة

والشخوص عابثة

وكنت أركن هناك على صفحة البحر

أتأمل أمواج السحر

والموت

فأرى الشبح السقيم يركلني

بقرنية السوداوين

ويحفر في الرمل جبا عميقا

ثم يتركني في غياهبه

أحاول أن أعرف كيف سقطت هنا

وكيف جئت هذا الجب

بتراثي القديم

ولم أستند إلى ركن شديد يعصمني من الخوف

حينها أدركت النهاية

حين علق الأمل

بين الطلل والاستشراف


حبيبتي التي أعرفها لا تجرحني

وحين يشتد ظمأي لا تذبحني

حبيبتي التي أحبها تشتاقني

كعصفورة تهب فرخها غذاءها الأخير

ثم ترحل صامتة

دون حتى أن تلوِّحَ بسبب هزيمتها

أو سند فرحتها

حبيبتي التي أعشقها

تلتقيني كل لحظة على شاطئها

وتطعمني طعم التوتر

وتشعلني بين الغيم والأرض

ثم تسكنني محارتها قبل الغروب

حبيبتي التي أعشقها تعرفني

وتحبني

وتعشقني

أسكنها روحي

وأطعمها جسدي

وأقابلها كل ليلة بين الحلم

وبين النجوى

حتى نستسلم معا لصباح

آتٍ جديد

قلبي ملآن بالأمل

وروحي تتطاير حول احتراق الورق

كأنني درويش بلا ذلل

أو كأنني شعاع ضوء يحتال ويخترق


كرحلة بيني وبين الوجع

أحببتها

وعشقتها

فوجدتها

لا تعرف كيف تأتيني كل مساء

برائحة الياسمين

وطعم التفاح

فاشتهيتُ وجعي

والتزمت الصمت


الآن أشعر بالوحدة

والغربة

أشعر بالفرق بين تنفسها

وبين تنفسي

وبين تنفسنا معا

أحمل كل لحمي ودمي

ممزقا كل الأوراق

وأحاول أن أكسو اللحم والدم

بحبر من صبر

قبل وداعي الأخير


أحبك


قوليها


قوليها!

حين نَطَقت بها

كانت الحروف تصعد خلف التلال

وتشق السماء

وتسقط مطرا ناعما

فنعرف سر الوجود


بقميصها الأسود الساتان

تزينت

فقبلتها

فأحست بدوخة

وتعرى صدري من جديد

صخرة في وجه الريح


أيتها الحبيبة

طوفي

واقتلي خوفي

وأطعميني لحظة عشق واحدة

من غير لوعة

أو تردد

فما نحن إلا بعض روح

وما عشقنا إلا يمامة بيضاء

تحلق على بحيرة شاسعة

لا هي لامست الماء فارتوت

ولا هي لامست الغيم فغابت