غريبة ٌ أنا .. والغُرَباءُ دوماً بالحنين ِ يموتون 5





ذاك الليلُ المريضُ بكَ ..
والمتواطئ ُ مع هزائمي ..
كانَ شَحيحاً جداً ..
أرسلَ لي قبلة أخرى منك لجبين ِ هذا البلد الذي انتحَبَ من أجلي فقط ..
ومن أجل ما كان ..
يومَ كنتُ أمارسُ لذة انتظار تلكَ الطائرة وهي فاتحةٌ جناحَيها لتهديني أنت ..
فتـَحُط ُعلى رَصيفٍ امتـد بهِ الحـزنُ طويـلاً من أجلي أيضاً..

فهو الوحيد القادر على كفكفةِ دموعي حين أتوسـدُه بينما أشهقـك ..
وتلكَ الخارطة ُ التي حَلمتَ أن تحملَ حدودُها بين أصابعكَ .. مازالت تختبئ في حقيبتي ..
تتلَصصُ علي وأنا أتقـنُ فنون الكذب ِعلى نفسي ، بأنكَ ستعيدُ للـروحِ شهيتـَها من أجلكَ لا من أجل الحياة ..
يـا سيدي ..
كان على امرأةٍ مثلي حينَ يمازحُها رجلٌ رائع ٌ مثلك ،أن تفخرَ ( بذكائِها الباذِخ ) بَدلَ أن تصرُخَ بوجهِ مرآتِها لتعترفَ بأنها عاشقةٌ حتى الغباء ..
فلاشيءَ قادرٌ اليوم على مواراةِ اشتياقي ..
ولا من أحدٍ قادرٍ أن يُقنِعَ السماءَ بأني غبيةٌ حمقاء، كي لا تبكيني ..
أتدري أيها الرجل..
منذُ ذلكَ اليوم الذي أحببتُك فيه وأنا أحلم باللقاء..
فطالـَت الجدائلُ وأظافري .
أيقنتُ تماماً بأني سألامسُ خُصُلات شـَعركَ يوماً..
فأنت تـُشبهني تماماً
جَموحٌ .. رَقيقٌ .. وعَذب، يَهجُرني كلما حاولتُ أن أغرُسَ أناملي في وبَرِ رأسِه ..
عام من الحُب..
القمرُ يتوضأ ُ بفجري كلّ ليلة ..
و الضياء يتوارى ليفتحَ صَباحاتي لضفائرِ الشَمس ..
فيتركُني ، غريبة ٌ أمتـَهـنُ الحَنيـن ..
فيا صديقي ..
لا تنفـُر من طـَيشي ..
فعَلى رمشٍ من عينيـكَ .. أودَعتُ بعضاً من روحـي
أعِدها وحَسب ..
جَميل ٌ أخير..
قد يَغفرُ ما تأخرَ من ذنبك ..،،






____
__R__