ولتعلمي يا إمرأة .... أنا أشد الباحثين عن الحب حماقة

أطلق على وجهكِ إسم الإحتدام .

منذ الساعات الأولى للحرية

منذ الدقائق الأخيرة لولادة الألم , والولادات مؤلمة

هكذا قالت أمي بعد أن وضعتني بالصدفة .

وانا قادمٌ الى هذا العالم ,كنتُ أتمدد على كتف الفصولِ وألف بذراعي عنق الخطر

وبعد أن تعلمت أولى الكلمات قلتُ, سأخنقكَ أيها الخطر ..... وأنبتني أمي .

وأنا قادم الى هذا العالم , أُفضل أشباه المعادن على أشباه الإنسان .

وأنتِ يا إمرأة,ابطاكِ تجويف قمر صيفي - أو هكذا أتصور

في عينيكِ ليل عميق من ليالي هذا الشرق

أو عسل قادم من خلايا نحلٍ متشرد أو قليل من أزرق السماء


أو في عينيكِ أخضر شرس يا حلوة , أخضر لطيف يمتد الى شراسة قلبي أو كل ما ذكرت,أحبك في حقيقة لونك فقط.

وذات يوم أصابت الجلطة يديَ

ولم أقدر ضمك بعنف ساخن الى صدري

وأتخبط في شارع القبلات.

وذات يوم أصابت الجلطة رأس الخيانة

ولم أقدر خيانة وجهك

لم أقدر أن أكون شجاعاً مثل ناظم حكمت وأقول للبشرية

" دخلتُ السجون ونزلت في كبريات الفنادق , وخنتُ نسائي "

وذات يوم أصابتكِ _ وحين لم تكوني حبيبتي بعد , ولإنك لستِ حبيبتي بعد _أصابتكِ الأزهار بألوان تحبينها

وأصابتكِ الأيام بالضياع ,أصابتك حماقتي الوفيرة بالحب والنزق .

أتفرس في وجه المجهول ,أو أفتش عن غامض يشبهك .

وقبل أن يتوقف هذا القلب بزمن طويل

زمن يبلغ من الإتساع,الفاصل الحزين بين مرثيتين أحداهما, لقتيلٍ من حرب الأفيون

والأخرى للقمر بعد أن صار ذكراً

وقبل زمن يبلغ من الطول كل المستقيمات التي ليست لها بداية

سأملأ يديك أزهاراً برتقالية وقلباً

ستصنعين من الأزهار أطواقاً وحلوى وتتركين القلب تفوح منه رائحة الصداع وإستنكار المذبحة .

أيها العالم الشجاع

أنا مُرعب مثل حبٍ جامح

أُخيف الطواويس الملونة , تعال أيها العالم بخطوات إضافية لإعانق وجهك

وألتصق بك كالوشم في جبين بدوية .




رامان يوسف 8 / 2008 :flower: