في لحظة جنون ثارت, وجنت, أكثر مما هي مجنونة, لم تعد تحتمل القهر والذل والعذاب, لم تعد تحتمل القيد الذي ربطته من خلايا رحمها إلى أرض زنزانتها, هتفت به: أريد الطلاق, لم أعد أحتمل .
رد ببرود قاتل كعادته: وأنا أريد أولادي مقابل طلاقك, قالت له: أوافق !!! الذهول والهلع أقل بكثير مما حدث مع أبنائها ....ابنها الصغير , الدمعة عاجزة عن إخفاء نفسها بين عيناه الصغيرتان قال لها: سوف أموت لو تركتيني ماذا سأفعل , ماذا سأقول لأصدقائي ..؟ أنا يتيم بدون أب وأم ..!أنا مازلت بارداً أحتاج الى الحنان الى الدفئ .. كل هذه الكلمات كانت تحكيها دموعه وبكائه الغريب و هو في حالة ذهول وغرابة لم يعشها من قبل .
الصغرى جدا : تعودت على الصراخ والهراوات ... لم تعي ما تسمعه كانت تتمنى أن تعرف ما تفكر فيه بتلك اللحظة الكئيبة ولكن !, تنظر اليها, قد يكون إحساس الجوع لديها أكثر إهتماماً من أي نقطة فلا أحد يفهم نظرات هذه الصغيرة البائسة: قد تفهم معاني كثيرة لو كانت تنطق ولكن حين تتمعن في نظراتهم قد تفهم شيئاً واحدا ,,, نحن في مركب واحد احتملنا العذاب معك وتحملنا معك وتحملتي معنا لو تركتينا سننتحر, سندور كالمجانين في الشوارع , ذهبت للمطبخ, وشرعت تنظف الأواني, يداها لا تتحركان ولكنهما تعملان جاءت الصغرى ووقفت على باب المطبخ نظرت لها وكأنها تريد أن تتأكد أنها أمها و أنها لا زالت تمارس عملها تشاغلت أكثر وهي لا تحقق نظافة تذكر لأي آنية ...
ابنها الصغير ينظر اليها, ثم اقترب ودس أنفه تحت ابطها كانت تشعر بابطها مبللا من العرق, فصرخت به: كف عن هذه العادة, قلت لك ألف مرة, لا تفعل إلا حين تراني خرجت من الحمام وتمددت على سريرها ونثرت العطور على جسدها قال الصغير : ولكني يا أمي أحب هذه الرائحة!! غريب أمر هذا الطفل, بعد أن وضعته في مستشفى حكومي حقير حيث أصر زوجها على اصطحابها اليه رغم مقدرته على اصطحابها لمشفى أضخم وأفخم, أصابت بنزف كبير بعد الولادة, خرج الطبيب يعلن أن فصيلة دمها نادرة وأنها مشرفة على الموت, زوجها تسلل من المشفى تاركاً رقم هاتفه, ولم يبق أحدا حولها, فقد رفض زوجها أن يبلغ أمها باقتراب موعد ولادتها, كانت تموت في كشك الولادة, حين مر أحد اقارب أمها وسمع الهاتف واسمها, فأسرع وتبرع لها بقسم من دمه, منح لها الحياة, ومدأمامها شريط العذاب. بعد أن استيقظت من الغيبوبة, سمعت مواء الطفل ينبعث من بين فخذييها, اعتقدت أنه لا زال عالقا برحمها, لم تكن تشعر بجسدها المثخن ألما, تحسست بطنها فوجدته هابطة ممسدة نادت الطبيبة وقالت لها: ماذا حدث؟ قالت" : الطفل الذي وضعتيه كلما رفعناه من بين فخذيك يبكى, ولم نجر له أي فحوصات معتادة, وحين نعيده يكف عن البكاء. طلبت منها أن تقرب وجهه الصغير من وجهها, حين نظرت اليه وجدته على وشك البكاء, لثمت وجهها الغارق بالمخاط والدم, وقالت لها : القميه صدري فاجأتها آلام المخاض وهي صائمة ورفضت أن تفطر ,بطنها تتلوى من الجوع والسائل الشفاف ينسل من صدرها إلى فمه الصغير, التقط السائل بطرف لسانه ثم استغرق في النوم, وضعته الطبيبة بجوارها فبكى ثانية. أعادته بين فخذيها فعاود النوم والحلم, كانت متعبة وتريد ان تضم فخذاها عليها تحسر نزف النفاس الذي ينال من قواها, من باب الغرفة الذي شحب طلاؤه أطل وجه زوجها, ثم وجه أمه تجر دهونها وشحومها, قالا: الحمد لله على سلامة وصول الولد وبقي الولد يعشق رائحتها, وأنتهره, يلتصق بها وتقول له: أنت كبرت ..
أي شيء يربطها بهؤلاء الصغار؟ أكثر من رحمها وصدرها ولبنها, وسهرها, وسهدها……..ما يربطها بهم هو عاشوا نفس الألم……..مركبنا واحد,,,,,,,,,,وسنبقى بنفس المركب حتى يقضى الله أمراكان مفعولا. أغمضت عيناها بهدوء و لم تعد تفكر بشيئ لطالما هناك من ينعشها في غيبوبتها مهما حاولو قطع الهواء عنها وستعيش وتتحمل لأجل صغارها فقط !!وتذكرت بإن وجودها ليس لأجلها فقط فهناك من يريدونها أكثر من أي شيئ في حياتها وشخصها وعليها تحمل ما تتحمله حتى النهاية ودمتم بخير
أخوكم رامان[/color]
رد ببرود قاتل كعادته: وأنا أريد أولادي مقابل طلاقك, قالت له: أوافق !!! الذهول والهلع أقل بكثير مما حدث مع أبنائها ....ابنها الصغير , الدمعة عاجزة عن إخفاء نفسها بين عيناه الصغيرتان قال لها: سوف أموت لو تركتيني ماذا سأفعل , ماذا سأقول لأصدقائي ..؟ أنا يتيم بدون أب وأم ..!أنا مازلت بارداً أحتاج الى الحنان الى الدفئ .. كل هذه الكلمات كانت تحكيها دموعه وبكائه الغريب و هو في حالة ذهول وغرابة لم يعشها من قبل .
الصغرى جدا : تعودت على الصراخ والهراوات ... لم تعي ما تسمعه كانت تتمنى أن تعرف ما تفكر فيه بتلك اللحظة الكئيبة ولكن !, تنظر اليها, قد يكون إحساس الجوع لديها أكثر إهتماماً من أي نقطة فلا أحد يفهم نظرات هذه الصغيرة البائسة: قد تفهم معاني كثيرة لو كانت تنطق ولكن حين تتمعن في نظراتهم قد تفهم شيئاً واحدا ,,, نحن في مركب واحد احتملنا العذاب معك وتحملنا معك وتحملتي معنا لو تركتينا سننتحر, سندور كالمجانين في الشوارع , ذهبت للمطبخ, وشرعت تنظف الأواني, يداها لا تتحركان ولكنهما تعملان جاءت الصغرى ووقفت على باب المطبخ نظرت لها وكأنها تريد أن تتأكد أنها أمها و أنها لا زالت تمارس عملها تشاغلت أكثر وهي لا تحقق نظافة تذكر لأي آنية ...
ابنها الصغير ينظر اليها, ثم اقترب ودس أنفه تحت ابطها كانت تشعر بابطها مبللا من العرق, فصرخت به: كف عن هذه العادة, قلت لك ألف مرة, لا تفعل إلا حين تراني خرجت من الحمام وتمددت على سريرها ونثرت العطور على جسدها قال الصغير : ولكني يا أمي أحب هذه الرائحة!! غريب أمر هذا الطفل, بعد أن وضعته في مستشفى حكومي حقير حيث أصر زوجها على اصطحابها اليه رغم مقدرته على اصطحابها لمشفى أضخم وأفخم, أصابت بنزف كبير بعد الولادة, خرج الطبيب يعلن أن فصيلة دمها نادرة وأنها مشرفة على الموت, زوجها تسلل من المشفى تاركاً رقم هاتفه, ولم يبق أحدا حولها, فقد رفض زوجها أن يبلغ أمها باقتراب موعد ولادتها, كانت تموت في كشك الولادة, حين مر أحد اقارب أمها وسمع الهاتف واسمها, فأسرع وتبرع لها بقسم من دمه, منح لها الحياة, ومدأمامها شريط العذاب. بعد أن استيقظت من الغيبوبة, سمعت مواء الطفل ينبعث من بين فخذييها, اعتقدت أنه لا زال عالقا برحمها, لم تكن تشعر بجسدها المثخن ألما, تحسست بطنها فوجدته هابطة ممسدة نادت الطبيبة وقالت لها: ماذا حدث؟ قالت" : الطفل الذي وضعتيه كلما رفعناه من بين فخذيك يبكى, ولم نجر له أي فحوصات معتادة, وحين نعيده يكف عن البكاء. طلبت منها أن تقرب وجهه الصغير من وجهها, حين نظرت اليه وجدته على وشك البكاء, لثمت وجهها الغارق بالمخاط والدم, وقالت لها : القميه صدري فاجأتها آلام المخاض وهي صائمة ورفضت أن تفطر ,بطنها تتلوى من الجوع والسائل الشفاف ينسل من صدرها إلى فمه الصغير, التقط السائل بطرف لسانه ثم استغرق في النوم, وضعته الطبيبة بجوارها فبكى ثانية. أعادته بين فخذيها فعاود النوم والحلم, كانت متعبة وتريد ان تضم فخذاها عليها تحسر نزف النفاس الذي ينال من قواها, من باب الغرفة الذي شحب طلاؤه أطل وجه زوجها, ثم وجه أمه تجر دهونها وشحومها, قالا: الحمد لله على سلامة وصول الولد وبقي الولد يعشق رائحتها, وأنتهره, يلتصق بها وتقول له: أنت كبرت ..
أي شيء يربطها بهؤلاء الصغار؟ أكثر من رحمها وصدرها ولبنها, وسهرها, وسهدها……..ما يربطها بهم هو عاشوا نفس الألم……..مركبنا واحد,,,,,,,,,,وسنبقى بنفس المركب حتى يقضى الله أمراكان مفعولا. أغمضت عيناها بهدوء و لم تعد تفكر بشيئ لطالما هناك من ينعشها في غيبوبتها مهما حاولو قطع الهواء عنها وستعيش وتتحمل لأجل صغارها فقط !!وتذكرت بإن وجودها ليس لأجلها فقط فهناك من يريدونها أكثر من أي شيئ في حياتها وشخصها وعليها تحمل ما تتحمله حتى النهاية ودمتم بخير
أخوكم رامان[/color]