سورية تواجه ظواهر مناخية لم تعرفها من قبل .. واقسى الظروف لا تزال مرتقبة


الاخبار المحلية
شارك




مدير سلامة الغلاف الجوي: التغيرات المناخية هي السبب في نزوح سكان المنطقة الشرقية وارتفاع معدل الهجرة

أشار التقرير الصادر عن المؤتمر الاستشاري الإقليمي الأول, الذي افتتح بدمشق, إلى أن سورية تواجه ظواهر مناخية لم تعرفها من قبل, كما بيّن أن البلدان العربية من أكثر المناطق عرضة للتأذي من التغير المناخي, فالتوقعات المستقبلية تُظهر بالإجماع أن أقسى الظروف المناخية لا تزال مرتقبة.





وقالت وزيرة الدولة لشؤون البيئة كوكب الصباح داية إن "سورية تواجه ظواهر مناخية لم تعرفها من قبل تتمثل في انحباس الأمطار والجفاف والتصحر وحرائق الغابات, ما أدى إلى الضغط على الموارد الزراعية وموارد الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ازدياد معدل استهلاك الكهرباء".

بدوره, بين مدير سلامة الغلاف الجوي هيثم نشواتي لسيريانيوز إن "سورية والمنطقة العربية من أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية لأنها من المناطق جافة وشبه الجافة فهي تعاني الآن من قلة الموارد المائية ومن ندرة الأمطار الأمر الذي أدى نزوح قسم كبير من سكان المنطقة الشرقية إلى باقي المحافظات ورفع معدل الهجرة داخل سورية".

وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربية حالياً هي الأولى من بين أقاليم العالم من حيث ندرة المياه و90% من مساحة سطحها تقع ضمن مناطق قاحلة وجافة وشبه جافة وشبه رطبة, فالتوقعات المستقبلية تُظهر بالإجماع أن أقسى الظروف المناخية لا تزال مرتقبة.

كما أوضح نشواتي أن "ظواهر الجفاف وندرة الأمطار كانت موجودة سابقا لكن معدلها ارتفع الآن, إذ بدأ معدل الأمطار ينخفض منذ عدة سنوات بالإضافة إلى الجفاف", لافتا إلى أن "آخر موجة جفاف كانت في عام 2007 -2009 وهي أكبر موجة خلقت مشاكل عديدة منها الجفاف في المنطقة الشرقية ما أدى إلى نزوح قسم كبير من سكانها إلى باقي المحافظات والهجرة داخل سورية".

وكانت سورية تعاونت مع منظمات الأمم المتحدة ودول العالم في هذا المجال، فقد انضمت إلى اتفاقيات حماية البيئة في عام 1996 وصادقت على بروتوكول كيوتو الذي انبثق عن هذه الاتفاقية في عام 2005 لتنضم إلى مجموعة الدول العربية التي سبقتها لذلك بهدف توفير الضمانات اللازمة لتأمين مستلزمات التنمية المستدامة فيها.

وحول الحلول التي تساهم بها وزارة الدولة لشؤون البيئة بهذا الشأن, ذكر نشواتي أن "تأثيرات مشكلة التغيرات البيئية تتطلب القيام بإجراءات على المستوى المحلي والدولي والإقليمي", موضحا أن" سورية اتخذت العديد من الإجراءات بهذا الشأن منها تحويل محطات الطاقة إلى العمل على الغاز وتشجيع استيراد السيارات الهجينة التي تعمل على الغاز والكهرباء".

وارتفع إصدار سورية من الغازات الدفيئة ما عدا قطاع الأراضي من 52.66 مليون طن CO2 مكافئ من عام 1994 إلى 79.07 مليون طن عام 2005 بسبب الزيادة السكانية التي قاربت 2.5٪ سنوياً وارتفاع مستوى المعيشة والتنمية الاقتصادية التي تراوحت بين 4-7٪ سنوياً والهجرة من الريف إلى المدينة.

وبالنسبة لحصة كل غاز من الغازات الدفيئة من الإصدارات الكلية فإن حصة غاز CO2 هي الأعلى, حيث ازدادت من 68٪ عام 1994 إلى 74٪ عام 2005 ويعود ذلك إلى زيادة استخدام النفط والغاز للحصول على الطاقة.

يذكر أن سورية قامت بالعديد من الإجراءات للحدّ من ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض منها تحويل 50% من محطات الطاقة إلى العمل على الغاز الطبيعي ما يؤدي إلى انبعاث أقل من الغازات الدفيئة, بالإضافة إلى القرار الذي يهدف إلى تشجيع استيراد السيارات الهجينة التي تعمل على الغاز والكهرباء من خلال تخفيض رسومها الجمركية, والإجراءات التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق بتحسين نوعية الوقود (بنزين خالي من الرصاص) واستيراد المازوت الأخضر الخالي من الكبريت.