في كل شيء سوف تذكرينني
حين تمسكين بالقلم
وحين تلامسين الأوراق
وحين تخاصرين عشرة رجال
دفعة واحدة
في رقصة تفضي إلى النشوة أو الموت..
في كل شيء
وأنتِ تعانقين وسادتكِ
آخر الليل والانطفاء
وحين تنهضين مذعورة
في الصباح
على صوت امرأة أو كابوس
في كل شيء
حين تستحمّين بعطر الورد أو بالوحشة
أو بالجنون
وحين تخلعين ملابسكِ أمام مرايا الجسد
أو الروح..
كل كلمة سمعتِها
سوف تصير تميمة
وكل صورة رسمتُها لكِ
تتحوّلُ أيقونة في معبد الحب..
لي حضور وأنتِ تديرين محرِّك سيارتكِ
وأنتِ تركنينها في سهل مهجور
وأنتِ تشعرين بالبرد على ناصية
وأنتِ تدفئين بمعطف
أو بلهاث رجل مخمور
وأنتِ تهاتفين أصدقاءكِ جميعاً
وتمضين معهم في الواقع
وفي قصص تحبين اجتذاب الآخرين إلى سماعها منكِ..
وأنتِ تعترفين أمام أقسى قُضاتِكِ وجلاّديكِ
بكل ما اقترفتِ
وما سوف تقترفين
من جُنح أو ملاعب جمال..
في كل شيء
وأنتِ تتناولين طعامكِ
وتفكّرين أن أكون جائعاً..
حين ترتشفين النبيذ
وتحسبين أنني ثمل
في هذه الساعات
وحيداً أرتطم بجدران الأزقة
وأنا عائد إلى منزلي أو عرائي..
ليس لكِ سواي عاشقاً أو مجنوناً
وجداراً تسندين إليه ظهركِ
وارتعاشاتكِ إثر كل عاصفة
أو رحيل..
بيننا خبز ووقت قضيناه في الحب
واللهفة والضياع..
بيننا ما يشبه الخوف
والرغبة في تبادل القبل أو الاتهامات..
نحارب لأننا ما خُلقنا
إلاّ لنصفع حين نودّ التحية
لنطعن حين نود العناق..
غرباء هنا
غرباء في الآخرين
غرباء في أسرّتنا وملابسنا
حين ندمع قليلاً
وحين نضحك كالمجانين