شـغف
أحبّكِ..

معنى ضيق لهذا الفيض الثائر فيّ

أنا..

عاجزٌ عن تلمس أيامي معكِ



عالمي متأرجح بين الدوائر

أنحني قليلاً لأحسّ وجودي

ألتقط ارتكازًا

لهذه الكرة



أتقمصّ أدوارًا في لحظةٍ واحدة ..

في مكانٍ واحد

غير أني أنا هو من يريد

تحسسكِ

شمّكِ

يريدُ النفاذ إلى مساماتك

لا تفسّري شيئًا

اقرئي شغفَ الهذيان مثلي

وحلّقي..



الأرضُ حبّةُ جمود

وأنتِ بذرةُ روحها الحيّة



صِفي لي عتمةَ الماء

جرحَ الأفق ساعة الجنون

ثرثرةَ الغيم في ضفة الصيف

لم يكن ثمة مفاتيحُ بيننا

الأبوابُ مشرّعةٌ على نهارات لا تحد

ولغةٌ نخلقها كلَّ يوم

من سيلان الريح على جسدينا



الضوءُ يقتصدُ الإيحاء

يفضحُ أسرارَ الغرفة بوهج الكشف

فأنحدرُ من حجابي لأتنفسَ مقامكِ

زيديني صمتًا

الفم معلقٌ في حرف

والسماءُ تجرّ أساورَها كقائد مهزوم

افتحي كتبي .. أقلقي نملَ دفاتري

بعثري ما شئت .. بعثريني

وأنثريني في بساتينَ عطركِ



جسدي يولد ثانية معكِ

أنتِ خرافتي المنسية منذ دهور

نواويسُ حضوري منذ غضب الله

الوقت ينهرني كغنم الخطيئة

يقتصّ مني دون ذنب

يعلقني على زمن ليس لي



أبحثك مرة تلو مرة

أهدر حكمتي…

وعندما أصلك أكون مبللاً بتعبي

طهّريني مما مضى

واملئي حقائبي بعبق الآتي

صورتي تفضح شيخوخة حناني

تقصّني على عيون تزورني بغتة

وتمضي

أبقى مع قمحي.. أعجن حكاياتٍ

لأطفال لم يأتوا..



هاأنذا بيتك الراضخ لوطئكِ

لصلاة أولى في سرير طاعن البياض



أحاول .. لفّ حبال المصائب

في سقيفة صحرائي



حضورُكِ عشبٌ

نهرٌ ..

كأسٌ يدلق الولهَ في جعبة التراب



أخاف عليكِ

خوفي على الشمس

أن تحترق بإشراقك

فارحمي هذا الإله من التكوين

وغادري إليّ



سقفي يدثرك من النسيان

وجسدي شراشف الذاكرة

لا تثوري ..

اهدئي

أنا سيدك المسوّر بفتنتكِ



أحبّكِ.. معنى ضيق



لذا.. أقعد في الهجرة

أخترع مساحةً .. أرتب فيها صوتي

وأسميكِ..

أسمي ما يفيض مني نحوكِ.