البيداء نسيانٌ ، إلا من الحب

قبلتني بهياج
بدلال
باستحياء
أداء للزاد يا لها من قبلة حامية
بهذا الهمّ فالقبلة مومياء لي
فالبقية بألطافك ، فأما أنا ... أستحيي الطلب
على عتبتك لن أدع الأدب
أنا محتاج ... ولن أقوى على الطلب
أجبر خاطري المسكين حمداً لاستطاعتك
أنظر إلى جرحي و ... وزد من إنصافك
أنا آت من نهاية غموض الطريق
أتيت ماشياً على الأقدام ألف فرسخ
ألف فرسخ صلب عبر جبال وصحراء
بأيد موخوزة بالأشواك ، بأرجل مكبلة بالسلاسل
ألف فرسخ صلب ألف فرسخ من حجر
ما من رفيق ولا مركب ، وأنا لا بواقف ولا متريث
ألف فرسخ صلب سلوكاً دون نهاية
ألف فرسخ صلب فتوحاً دون انتهاء
أنت سالك أنت طليق أنت تعلم ما معنى الطريق
أنت تعلم ما معنى المشي على الأرجل ألف فرسخ صلب
تفهم معنى المعاناة بعد الطلوع والغروب
أنت قد اجتزت البيداء ، تفهم ما أقول جيداً
أنت تعرف جراح الأحجار الصلبة ، والأشواك الهائلة
أنت تعرف روح الحجر والجبل
التي تفسّخ العزم
أنت تعلم عن غربة الطرقات المحزنة
أنت - وإن كنت راكباً - تعرف أحوال السائرين على
الأقدام
أنا آت من نهاية غموض الطريق
أتيت ماشياً على الأقدام ألف فرسخ
ألف فرسخ صلب ألف فرسخ شاق
دون نهر دون غاية دون نبع دون شجرة
ألف فرسخ صلب من امتزاج الشكوك والعظمة
ألف فرسخ صلب من امتزاج الصحراء والجبل
ألف فرسخ صلب عبر هول وخوف
وفي كل تلة صعبة
يكمن لقيط
ألف فرسخ صلب واللصوص منهمرون
متقن كل فن فارس ، يقظ
ألف فرسخ صلب من قصة الكأس والحجر
أنت قد اجتزت البيداء ، يا حبيبي ، فتكلم !





محمد رضا عبد الملكيان
1952