اعلم وفّقنا اللهُ وإيَّاك برحمته الواسعة لدخولها
أنَّ تلك الدار التي عرفت همومها وهي الدُّنياالدَّنَّية
تقابلها دارٌ أُخرى للمتَّقين هي دارٌ السَّلام والنَّعيم فتأمل
نعيمها وسُرورها
تفكَّر في أهل الجنَّة وفي وجوههم
نضرة والنَّعيم يسقون
من رحيقٍ مختوم جالسين على منابر الياقوت
الأحمر في خيام من اللُّؤلؤ الرَّطب الأبيض متكئين على الأرائك
منصوبة على أطراف أنهار مطردةٍ بالخمر والعسل محفوفة
بالغلمان والولدان مزينة بالحور العين من الخيرات والحسان كأنهن
الياقوت والمرجان عليها من طرائف الحرير
الأبيض ما تتحير فيه الأبصار متوجات بالتيجانِ
المرصعة باللؤلؤ والمرجان مقصورات في خيام في
قصور من الياقوت بنيت وسط روضات الجنان قاصرات
الطَّرفِ عين ثم يطاف عليهم وعليهن بأكواب وأباريق
وكأس من معين لذة الشاربين ويطوف عليهم وعليهن
خدام وولدان كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاءً بما كانوا
يعملون أمين وفي جناتٍ عيونٍ في جناتٍ
ونهر في مقعد وصدقٍ عند مليكٍ مقتدر
ينظُروُن فيها إلى وجه الملك الكريم وقد أشرقت
في وجوههم نضرةُ النعيم لا يرهقهم قترٌ ولا ذلَّةٌ
بل عبادٌ مكرمون وبأنواع التُّحف من ربهم يتعاهدون
فهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يخافون فيها
ولا يحزنون وهم من ريب المنون آمنون فهم فيها
يتنعمون ويأكلون من أطعمتها ويشربون
من أنهارها لبناً وخمراً وعسلاً
( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدخل أهل الجنة الجنَّة جرداً بيضاً جِعاداًً مكحلين
أبناء ثلاثٍ وثلاث ين وهم على خلق آدم ستون ذراعاً
سبعة أزرع فإن الجنَّة لا حظر لها من يدخل الجنَّة يحيى
فيها ولايموت وينعم فيها ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه


وهذا فيض من مما وصف لنا من الجنة ونعيمها وجعلنا
الله تعالى وإياكم من ساكينها
وراجية من الله تعالى أن يحشرني وذريتي ووالدي وإخواني المؤمنين معهم