وداع



-يا حبيبتي ، لو كان لي

أن أكون صبيا ... لكنتك أنت

-ولو كان لي أن أكون فتاة

لكنتك أنت !...

وتبكي ، كعادتها ، عند عودتها

من سماء نبيذية اللون: خذني

إلى بلد ليس لي طائر أزرق

فوق صفصافه يا غريب !

وتبكي، لتقطع غاباتها في الرحيل

الطويل إلى ذاتها : من أنا ؟

من أنا بعد منفاك في جسدي ؟

آه مني ، ومنك ، ومن بلدي

-من أنا بعد عينين لوزيتين ؟

أريني غدي !...

هكذا يترك العاشقان وداعهما

فوضويا، كرائحة الياسمين على ليل تموز ...

في كل تموز يحملني الياسمين إلى

شارع، لا يؤدي إلى هدف،

بيد أني أتابع أغنيتي:

ياسمين

على

ليل

تموز......





محمود درويش