السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبارك للجميع حلول الشهر الفضيل وأسأل الله تعالى أن يبلغنا ليلة القدر.

الحب الكبير والحب الإلهي ...............

سأتحدث وباختصار عن هذه المشاعر التي قد يكون معظمنا مر بها دون أن يعرف .

أولاً : الأصل في حكمة خلق الله تعالى للقلب هو حبه جل جلاله وهذا الحب يندرج تحته (مشاعر_أشواق_تمنّي).

فلو تأملنا في تفاصي الحياة ومجرياتها لوجدناها مليئة بالألم والسّعاده الخوف والاطمئنان وغيرها الكثير من المشاعر المتضاربه ولكن لا ننسى أنّ أمر المؤمن كله خير في كل الأحوال لأننا عبادٌ للرحيم وكل فرد منا غالٍ عنده تباركت أسماؤه.

سأطلب طلبا صغير من كل شخصٍ يمر على هذا الموضوع أن يستحضر من شريط ذكرابته لحظةً مر فيها بموقف مؤلم أو واجهته مشكلةٌ كبيره فبكى كثيرا وبالرغم من تواجده بين أهله وأصدقائه ومحاولة مساعدتهم له لم يُفلحوا بذلك تذكّر وتخيّل (ألم _مشكله_خوف_بكاء) ضاقت عليك الأرض بما رحُبت ماذا حصل وكيف فُرجت من مسح دمعتك ومن خفف عنك ألمك........

إذا أرهقتك هموم الحياة....ومسك منها عظيم الضّرر
وذُقت الأمرين حتى بكيت.... وضجّ فؤادك حتى انفجر
وسُدّت بوجهك كل الدروب....وأوشكت تسقط بين الحُفر
فيمم إلى الله في لهفةٍ......وبُثَ الشّكاة لرب البشر

ثانياً : فُطرت القلوب على حبِ من أحسن إليها.
ومن أحنُ وأحسنُ وأكرم من الله تعالى تعالى وكلنا نعلم أنه تقدّست أسماؤه أحنُ من الأم على طفلها .

ثالثاً : أما عن علامات حُبه

1_الذكر الدائم للمحبوب
وهذه مسألة لاتحتمل النقاش فكلنا نعلم أنه عند حبنا لشخص ما فإننا نسذكره في كل أحوالنا في السراء والضراء والعافية والمرض ........

2_حب لقاء الله تعالى وتمنّي الموت
وهذا التمني سببه الشوق الكبير للقاء العظيم الذي ملأ حبه ما ملأ من الفؤاد.

3_التلذذ بالعبادة والأنس بحضرة المحبوب
فأنا وأنت مثلاً نسعد برؤية ولقاء الأهل والأصحاب فما بالك بفرحة ولذة الوقوف والقرب بوقت لقاء المحبوب الذي ما أحببت أحاً بقدره وهذا اللقاء موعده عند (الصلاة_الصيام_الدعاء_الفرح_ الحزن)

4_الرضا عن الله تعالى في كل الأحوال
ويتمثل هذا بالإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره واليقين المطلق بأن الخيرة فيما اختاره الله وأن القدر وإن كان ظاهره شرا من وجهة نظرنا فإن باطنه كله خيرُ بخير.

5_الرّحمة بعباد الله تعالى
فالمسلم المؤمن يذل نفسه لأخيه المسلم ولا يتجبر عليه وبالمقابل شديد على الكفار قال تعالى: (أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم)

رابعاً: الحب درجات و(الخلّة) أقرب درجات الحب بين المحب والمحبوب
فالرسول عليه السلام ذاق حلاوة خلته من الحق فهو أحبُ الله تعالى أكثر من نفسه ومن أي شيء في حياته فعند معراجه عليه السلام استأنس بقربه من الله تعالى ولشدة فرحته بهذا اللقاء استصعب عليه ترك البديع فهو الحبيب الأسمى وحبه الكبير فقال عليه السلام مخاطبا ربه : (أبقني عندك) فقال له الحق: (أنت رسولي ارجع لتبلغ رسالتي في الأرض)
تصوروا ما أروعها من لحظات وما أجمله من حب فكل الحب مؤلم إلا حبه فهو (نور على نور).

وأخيراً سأتحدث عن الفرق بين من يعبد الله تعالى حبه له ولأنه أهل لأن يحب ويُعبد ومن يعبده خوفاً من ناره أو طمعاًُ في مرضاته :

من يعبد الله تعالى خوفا من ناره: عبادة العبيد
من يعبد الله تعالى طمعاً في جنته: عبدة التُجار
من يعبد الله تعالى حبا له :طاعة الأحرار

هذا ما قالته رابعه العدويه التي أحبت ربها كثير هذا الكلام لايعني ألا نخاف من النار أو ألا نطمع في الجنه ولكن ما أتمناه حقاً أن نوق حبه تعالى في قلوبنا ونستشعر مدى عظم وحلاوة وروعة هذا الحب

حبيبُ ليس يعدله حبيب.........ولا لسواه في قلبي نصيب
حبيبُ غاب عن بصري وشخصي..... ولكن في فؤادي ما يغيب



[url=http://3rb-gate.net/sound/enshad-2/Kuwait1-6/Habalkber .mp3]الحب الكبير[/url]