من روائع سعدي الشيرازي




جفاني النومُ أَستجلي حوارَا، حديث فراشةٍ للشمع دارَا:رماني العشقُ فاحترقتْ ضلوعي


وسحَّ الدمعُ منكِ وصرتِ نارَا؟ فقالتْ: يا هوايَ لقد براني


زوالُ الشَّهد، يا حِبّي، فَجارَا، أنا «فَرهادُ»(1) ناري فوق رأسي


إذا ما الشهدُ ذابَ غدا عَرارَا تقول، وقد همى سَيلاً أَساها، وحال الخدُّ منها إصفرارا:


أَتدعو(2) هذا عِشقاً؟ أين صبرٌ؟ وجهدٌ للبقاءِ يَقي العثارَا؟


فأنتَ تفِرُّ مِنْ نارٍ، وإِنّي بنارِ الوجدِ أَلتحفٌ الأُوارَا(3)


جناحُكَ مِنْ لهيبِ العشقِ جمرٌ، وجسمي النَّارُ تستعرُ استعارَا،نورٌ لمجلسِ كلِّ قومٍ، وكم عَانيتُ طُوفاناً توارى!


تَوفَّى اللّيلُ شمعاً كان وجهاً


أحال اللّيلَ صبحاً بل نهارا،فغابَ الشمعُ في غيمٍ دخاناً، حديث العاشقين غدا وصارَا..


تمثَّلْ بي، يقولُ، فإنَّ قتلي لأَرحمُ مِنْ حبيبٍ يُصلى نارَا



تـرجـمة ونـظـم: د. فكتور الكك
المصدر: موقع جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري

(1) - فرهاد: اسم عاشق شهير، علق «شيرين» معشوقة الملك الساساني كسرى أبرويز (590 - 628م)، وكان قصاب حجارة ينحت الحجر ويزينه، ويروى أن ما حفر في جبل سميرة من نواحي قوميسين من تصاوير ونقوش هي من عمله (راجع رسالة مسعر بن مهلهل)


(2) -أتدعو: المخاطبُ هو الحبيب بصيغة المذكر.


(3) -الأوار: جمعه أُور: ألحر العظيم، العطش، الدخان، والآرة: الموقد.